وامعـــتــــصـــــمــــاه
صفحة 1 من اصل 1
وامعـــتــــصـــــمــــاه
وامعـــتــــصـــــمــــاه
جلس الخليفة العباسي المعتصم بالله في قصره بسامراء و حولة جمع من حاشيته و رجاله ،
يتحدثون في شؤون السياسة تارة ، و في شجون من الحديث تارة ، فيرن حديثهم في البهو رنات
تغلظ انا و ترق انا .
و هذا رجل عربي يقبل من اسيا الصغرى ، فيخف الى لقاء الخليفة ، و يستأذن فيؤذن له ، حتى
يصل الى الخليفة فيحييه ، و يسأله المعتصم عن انبائه ، فيقول له : يا امير المؤمنين ، كنت
بعمورية ، فرايت بسوقها امراة عربية مسلمة مهيبة ، تساوم رومياً في سلعة ، و حاول ان يتغفلها ،
ففوتت عليه غرضه ، فأغلظ لها فردت بمثله ، فلطمها على وجهها لطمة كادت تنخلع منها اسنانها ،
و تجحظ عينها ، فصاحت في لهفة : وامعتصماه .
فقال الرومي في سخرية : انتظريه حتى يجيء اليك على فرس ابلق و ينصرك . عندئذ إبَدَ وجه
المعتصم و بدا الجد في نظراته ، و قطب الجالسون معه و تململوا في مجالسهم ، وكأنما نهشتهم
حيات ، واذا بالمعتصم ينظر الى ناحية عمورية من مجلسه قائلا في غضب : لبيك ايتها المرأة الحرة
، لقد سمع المعتصم صياحك وندائك .
ثم استشار جلساءه في فتح عمورية ، فأشاروا عليه بفتحها ، فامر بتجهيز جيش في اثني
عشر الف فارس.
سار المعتصم بجيشه الى عمورية ، فلما بلغها حاصرها ، وكانت منيعة الحصون ، عالية الاسوار ،
فألح عليها بالمجانيق والسهام ، فلما تخضع ، فاقترب بطلائع جيشه الى السور ، وشدد الضرب ،
فبرز له رجل من كوة ، وطلب ان يبارزه عشرون فارس ، فقال المعتصم : من له ؟ فتسابق القادة ،
والمتطوعون كل يطلب ان ينزله ، فأذن المعتصم للمتطوعين .
برز للعلج الرومي واحد من المتطوعين العرب يتبعه تسعة عشر مقاتلا ، ثم جعل الرجلان
يتطاعنان ويتضاربات ، وكانت خدعة من العربي عندما رجع الى الخلف ، وأخذ الرومي يتبعه ،
ليدركه ضربة من الخلف ، وأذا بالعربي قد استدار في سرعة البرق ، ورمى الرومي بوهق فوقع في
عنقه ،
وركض حصانه فسقط الرومي عن فرسه ، فعاجله العربي بضربة فصلت رأسه .
عندئذ كبر المسلمين ، وأن الروم أوجع أنين، ولما طالت اقامتهم صاح المعتصم فيهم صيحة
عنيفة : اجعلوا النار في المجانيق ، وارموا الحصون رميا متتابعا . ففعلوا ، ورموا بها الحصون
والاسوار ، فانكمش الروم وبعدوا عن الاسوار ، فاقتحمها المسلمون ، وجاسوا خلال المدينة الى أن
استسلمت عمورية ، وسلمت حصونها .
وبعد ان هدأ الناس ، امر المعتصم ان تحضر المرأة التي استغاثت به ، فلما حضرت وجدها مشرقة
الوجه ، باسمة الثغر ، فسلمت عليه ، ودعت له ان يبقيه الله عزا للاسلام ومجدا للعرب .
جلس الخليفة العباسي المعتصم بالله في قصره بسامراء و حولة جمع من حاشيته و رجاله ،
يتحدثون في شؤون السياسة تارة ، و في شجون من الحديث تارة ، فيرن حديثهم في البهو رنات
تغلظ انا و ترق انا .
و هذا رجل عربي يقبل من اسيا الصغرى ، فيخف الى لقاء الخليفة ، و يستأذن فيؤذن له ، حتى
يصل الى الخليفة فيحييه ، و يسأله المعتصم عن انبائه ، فيقول له : يا امير المؤمنين ، كنت
بعمورية ، فرايت بسوقها امراة عربية مسلمة مهيبة ، تساوم رومياً في سلعة ، و حاول ان يتغفلها ،
ففوتت عليه غرضه ، فأغلظ لها فردت بمثله ، فلطمها على وجهها لطمة كادت تنخلع منها اسنانها ،
و تجحظ عينها ، فصاحت في لهفة : وامعتصماه .
فقال الرومي في سخرية : انتظريه حتى يجيء اليك على فرس ابلق و ينصرك . عندئذ إبَدَ وجه
المعتصم و بدا الجد في نظراته ، و قطب الجالسون معه و تململوا في مجالسهم ، وكأنما نهشتهم
حيات ، واذا بالمعتصم ينظر الى ناحية عمورية من مجلسه قائلا في غضب : لبيك ايتها المرأة الحرة
، لقد سمع المعتصم صياحك وندائك .
ثم استشار جلساءه في فتح عمورية ، فأشاروا عليه بفتحها ، فامر بتجهيز جيش في اثني
عشر الف فارس.
سار المعتصم بجيشه الى عمورية ، فلما بلغها حاصرها ، وكانت منيعة الحصون ، عالية الاسوار ،
فألح عليها بالمجانيق والسهام ، فلما تخضع ، فاقترب بطلائع جيشه الى السور ، وشدد الضرب ،
فبرز له رجل من كوة ، وطلب ان يبارزه عشرون فارس ، فقال المعتصم : من له ؟ فتسابق القادة ،
والمتطوعون كل يطلب ان ينزله ، فأذن المعتصم للمتطوعين .
برز للعلج الرومي واحد من المتطوعين العرب يتبعه تسعة عشر مقاتلا ، ثم جعل الرجلان
يتطاعنان ويتضاربات ، وكانت خدعة من العربي عندما رجع الى الخلف ، وأخذ الرومي يتبعه ،
ليدركه ضربة من الخلف ، وأذا بالعربي قد استدار في سرعة البرق ، ورمى الرومي بوهق فوقع في
عنقه ،
وركض حصانه فسقط الرومي عن فرسه ، فعاجله العربي بضربة فصلت رأسه .
عندئذ كبر المسلمين ، وأن الروم أوجع أنين، ولما طالت اقامتهم صاح المعتصم فيهم صيحة
عنيفة : اجعلوا النار في المجانيق ، وارموا الحصون رميا متتابعا . ففعلوا ، ورموا بها الحصون
والاسوار ، فانكمش الروم وبعدوا عن الاسوار ، فاقتحمها المسلمون ، وجاسوا خلال المدينة الى أن
استسلمت عمورية ، وسلمت حصونها .
وبعد ان هدأ الناس ، امر المعتصم ان تحضر المرأة التي استغاثت به ، فلما حضرت وجدها مشرقة
الوجه ، باسمة الثغر ، فسلمت عليه ، ودعت له ان يبقيه الله عزا للاسلام ومجدا للعرب .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى